رساله لإخواني من ذوى الاحتياجات الخاصة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أقول لهم أنتم من يستطيع ان يحدد المصير لأنفسكم وليس المجتمع وأنتم من يضع لنفسه الكيان والثقل الاجتماعي والمكانة المرموقه العالية في الحياة , بقتالكم السلمي داخل هذا المجتمع و المحاربة من اجل إثبات الذات , وأقول لهم لا تنتظروا من المجتمع أن ينتشلكم مما انتم فيه بل انتشلوا أنفسكم بأنفسكم واصرخوا بصوت عال مجلجل نحن هنا نحن أفضل من أناس كثر لايعانون مما نعاني ...


أود أن يقولوا نحن أثبتنا ذاتنا بالرغم من إعاقتنا فماذا أثبتم و انتم بكامل صحتكم ولياقتكم البدنية والجسمية .



أود أن أقول لأى معاق أنت لست مختلفا عن غيرك ممن أعطاه الله الصحة البدنية و الجسمية .



أود أن أقول له انت شعلة من نشاط انت نبراس في الحياة أنت علم على رأسه نار إن انت اردت ذلك .



و سوف اذكر لكم بعض الإعاقات بالتدرج و ما تستطيع فعله ان كنت صاحب واحدة من هذه الاعاقات لترى أنه بإمكانك التغلب على إعاقتك .



إن كنت لا تستطيع الكلام ( ابكم ) :


فتستطيع تعلم ( لغة الإشارة ) لتكون كغيرك ممن يستطيعون الكلام لتتعلم الكثير وتدرس حتى تصل إلى مراحل عاليه والى مناصب ساميه .




وان كنت أعمى :


فتستطيع تعلم ( لغة برايل ) لتقراء وتزيد حصيلتك العلمية بالإستماع والقراءة لتكون كمن يستطيع النظر فتصبح محاضرا دكتوراً وهذا ليس بالمستحيل فها نحن نرا شيخنا الراحل الذي اصبح علم على رأسه نار و من العلماء العشرة المصنفين في عصره الشيخ ابن باز ( رحمه الله وتغمد روحه الجنة ) نراه علامة مفتيا فأنت تستطيع ان تكون كذلك .




و إن كنت أصبتك في قدميك :


فيكفي انك تستطيع أن تحرك يديك وأن تجلس على الكرسي فتكون مبرمجاً للغات الحاسب وهي كثيرة أو مهندس صيانة أو ممن أبدعوا في مجال حماية الشبكات لأجهزة الحاسب الآلي.




وإن اصبتك فى يديك :


فأنت تستطيع أن تكون دكتوراً مبدعاً في أحد المجالات كالتحليل الفني للأسهم أو التحليل السياسي أو اللغة الانجليزية أو الأحياء و ما إلى ذلك فتكون ممن أبدعوا في هذا المجال ومن اشتهروا فيه .




وان كنت ( شللاً رباعياً ) :


فيكفي أن عقلك ورأسك يشتغلان ولن أقول شيء اقل درجةً مما ذكرت بل سأذكر شيئاً أعظم و بالدليل فأنت تستطيع أن تكون داعيةًً إلى الله أو مجاهداً في سبيل الله أي نعم مجاهداً بل قائد لكتيبة لا تقل هذا مستحيل فها نحن نرى الشيخ الشهيد أحمد ياسين يصاب بشلل رباعي منذ كان شاباً صغيراً إثر حركة رياضية قام بأدائها فأخمدت أطرافة ولكنها لم تخمد رأسه ومخه وقلبه التي هي ملك لله فعوضه الله خيراً مما كان فيه لأنه عرف الله واتقاه حق تقاته , بأن جعله يصبح القائد الوحيد المشلول ( شللاً رباعياً ) في عصره قائد لكتائب حركة حماس التي أسسها و أعطاه ما كان يتمناه وهي الشهادة في سبيل الله , فها هو المعاق يقود صحيح البدن ويقود المقاتلين ويخطط لهم .



و إن كنت ( شللاً دماغياً ) :


فبإستطاعتك ايضاً تحقيق الكثير فها نحن نرى الفلاسفة و من يحملون شهادات الدكتوراة قد اصيبوا بالشلل الدماغي ولكنهم تغلبو عليه .



و لن ننسى ما يستطيع القيام به أي معاق حتى و إن لم يستطع تحريك أي شيء ألا وهو ذكر الله سبحانه وتعالى ...


فلا تحزن من اي شيء قد أصابك وتأكد أن لكل مشكلة حل .


و أن وراء كل ظلام دامس شمس ستشرق .


و ان كان الليل وضلامه قد حلوا بمدينتك فعلم أن هنالك طرف آخر من العالم فيه نهار و شمس مشرقه .